الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

في الحاجة إلى مدرسة للقصة المغربية القصيرة - البيان الثاني

"المدرسة الحائية"
مدرسة القصة العربية الغدوية

البيان الثاني
في الحاجة إلى
"مدرسة للقصة المغربية القصيرة
"
محمد سعيد الريحاني



I/- عن "ميزان القوى في الأدب":
منذ انطلاق مشروع "الحاءات الثلاث" بأجزائه الثلاثة ("أنطولوجيا الحلم" عام 2006 و"أنطولوجيا الحب" عام 2007 و "أنطولوجيا الحرية" عام 2008)، كانت المواظبة على إعداد نوع جديد من القراءات للنصوص الأدبية سميت "قراءة عاشقة" لأن كاتبا يشرف على إنجازها تمييزا لها عن "القراءة النقدية" التي ينجزها الناقد وعن "المحاضرة" التي ينجزها الأكاديمي.

إن اختيار شعار "قراءة عاشقة" هام للغاية لارتباطه بالضرورة بقلم "مبدع" في مجال من المجالات الأدبية موضوع "القراءة العاشقة". ففي "القراءة العاشقة"، تغيب المسافة وينمحي حضورها بين القارئ والنص ليتحدث هذا "القارئ العاشق" من داخل النص كاشفا عن مكامن القوة والجِدّةِ والجمال التي يعرفها بحكم كون المجال مجاله والحرفة حرفته. "القراءة العاشقة" هي الصوت المسموع للكاتب "القارِئ" للنص حين يفضل الكاتب "المُدَوّن" للنص الصمت والانسحاب.

أما "القراءة النقدية" فتبقى حكرا على الناقد الذي وُجِدَ ليُحافظ على المسافة مع النص المقروء بهدف اختبار النص ووضعه على المحك ورصد آليات اشتغاله ومكامن قوته وخلله. لذلك، فبينما تندر "القراءة العاشقة" نفسها ل"تحبيب" النص للقراء، تبقى "القراءة النقدية" أداة فعالة في "تطوير" أشكال إنتاج النص الأدبي والرقي بها.

أما "المحاضرة" أو "الدرس الأدبي" فَمُهِمَّةُ الأكاديمي الذي يؤرشف الإنتاج الأدبي (الإبداعي والنقدي) ويصنفه ويؤرخ له ويبوبه كي يصبح "مرجعا" للكتابة الغدوية و"حدا أدنى من أشكال التجريب" في الكتابة و"حجر أساس" ينطلق منه النص الإبداعي القادم ليعانق نقدا جديدا وَأَرْشَفَةً أكاديمية جديدة...

الأشكال الثلاثة من القراءات، إذن، توضح بجلاء لا يقبل اللبس بأننا أمام ثلاث دوائر لثلاث مجالات ينبغي احترام استقلاليتها بحيث لا تتوسع دائرة على حساب أخرى ولا تتكلم الواحدة باسم الأخرى. إن "ميزان القوى الأدبية" يقتضي توازن دائرة "المبدع" ودائرة "الناقد" ودائرة "الأكاديمي".


II/- فصل المقال فيما بين "المبدع" و"الناقد" و"الأكاديمي" من اتصال:
"المبدع" هو صاحب رأي وحامل قلم اختار "الثورة على كل المراجع وكل المرجعيات" وبدلك لم يعد مطالبا بالإدلاء بلائحة المراجع أو المصادر التي اعتمدها في عمله سواء كان هدا العمل ديوانا شعريا أو مجموعة قصصية أو رواية أو مسرحية. إنه لا يحتاج لمراجع وما ينبغي له دلك ما دامت إنتاجاته الإبداعية خرجت للوجود لتتبوأ أعلى مكانة في سبورة "المَرَاجِع" وتقدم نفسها ك"مَصَادِر أدبية". ف"المبدع"، والعرب يتحاشون تسميته "خالقا" كما في كل ثقافات العالم Creator/Créateur، "يخلق" عوالم جديدة و"يبدع" فيها إما بالكلمة أو الريشة أو النغمة...

أما "الناقد"، هو أكاديمي بالمنهج اختار دراسة واختبار النصوص "المفردة" والأعمال "المفردة" لكاتب "بصيغة المفرد" وفق منهج نقدي محدد وعلى ضوء مدرسة نقدية بعينها. لدلك، كان تحديد المرجعيات هام للغاية بالنسبة للناقد.

وأما "الأكاديمي" فلا يمكنه أن يكون "ثائرا" كالمبدع. إنه أكثر الثلاثة التزاما بالتدقيق وأكثرهم انضباطا للمراجع والمصادر. كما أن الأكاديمي، عكس الناقد، لا يدرس الأعمال الفردية. إن مهمة الأكاديمي هي "حفظ" الحصيلة الادبية وصون المكتسبات التي وصل إليها الإبداع والنقد في كل مرحلة من مراحل تطور الادب لتنطلق منها التجارب اللاحقة، الإبداعية منها والنقدية. إن مهمة الأكاديمي أقرب إلى مهمة ال"سكريبت-غورل" Script-Girl في فريق التصوير السينيمائي. فإذا كانت مهمة الإبداع هي "فتح آفاق جديدة للكتابة" ومهمة النقد هي "اختبارها والتأشير عليها"، فإن مهمة الأكاديمي هي "حفظ" هذه المكتسبات و "أرشفتها" و"تدريسها" للطلبة لتصبح "واقعا أدبيا". "الأكاديمي"، إذن، ينتظر دائما إسهامات المبدعين والنقاد لإيداعها بنوك الإنتاجات الرمزية وتحويلها إلى كنوز وتدريسها للأجيال القادمة.

إن الأكاديمي هو ناقد "بصيغة المفرد" لإنتاجات أدبية "بصيغة الجمع". لدلك، يغلب على الأكاديمي التوجه لتحقيق النصوص وإعداد البيبليوغرافيات والتأريخ للأدب وغير دلك. لكن الأكاديمي باستطاعته أن يصبح "ناقدا" كلما "حصر" مجال اشتغاله على نصوص فردية أو أعمال فردية لكاتب بصيغة المفرد.

إن هذا التدقيق بين هؤلاء الفاعلين الثلاثة في حقل إنتاج الأدب، "المبدع" و"الناقد" و"الأكاديمي"، هام للغاية قبل الانتقال إلى مدارس تكتلهم.


III/- لِكُلٍّ "مدرسته" ومجاله وأفقه وأدوات اشتغاله:
يتجمع الأكاديميون في الأكاديميات أو المعاهد كال "كوليج دوفرانس" مثلا. أما النقاد، فيتجمعون في مدارس نقدية ك "الشكلانية" و"البنيوية" و"ما بعد البنيوية" و"التفكيكية". بينما يتجمع المبدعون من الأدباء في مدارس أدبية إبداعية ك"الواقعية" و"الرومانسية" و"الطبيعية" و"الرمزية" و"السيريالية" و"الوجودية" و"الملحمية" و"العبثية"...

وتأسيسا على هذا التقسيم المؤسسي لمدارس تكتل المبدعين والنقاد والأكاديميين، يمكن رصد "ملاحظات هامة" تخص المبدعين دون سواه من الفاعلين الآخرين وتهم الإنتاج الإبداعي الأدبي دون غيره من الإنتاجات النقدية أو الأكاديمية. وأهم هذه الملاحظات:

1)- ضعف التواصل بين المبدعين المغاربة وضعف الاعتراف المتبادل بينهم.
2)- اعتماد المبدعين على النقاد والأكاديميين لإنارة الطريق لهم بما جادت به البحوث والرسائل والأطاريح الجامعية.
3)- غياب الوعي المؤسسي كالوعي بأهمية تأسيس مدارس إبداعية مرجعية...

ولكل هده الأسباب، جاء مشروع " الحاءات الثلاث" رافعا مطلب تأسيس مدرسة مغربية للقصة القصيرة يؤطرها كتاب القصة القصيرة المغاربة دون سواهم من باقي الفاعلين في الحقل الأدبي ويلهمها في دلك المشترك الجمالي والمضاميني للإنتاج القصصي القصير المغربي دون غيره من الإنتاجات الأخرى.

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

مقصلة بلون جدائلي.. مجموعة شعرية ثالثة لرنا جعفر ياسين.


الشاعرة: رنا جعفر ياسين

القاهرة/ خاص


عن دار سنابل للكتاب صدرت في العاصمة المصرية القاهرة المجموعة الشعرية الثالثة للشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين والتي حملت عنوان (مقصلة بلون جدائلي) وتوزعت المجموعة على أربعة محاور رئيسية , المحور الاول (ليس سوى ليل مشرع للنهب أو الغواية) الذي تضمن بدوره 5 نصوص ثم المحور الثاني (اذعاناً لصرخة الليلكة) وفيه 14 نصاً بينما كان المحور الثالث تحت عنوان (ما تعشقه تقاسيم الذاكرة) ومكوناً من 12 نصاً فيما لم يتكون المحور الرابع (للموت رعشة الزجاج الأحمر) الا من 4 نصوص كان اخرها بعنوان الوصية.
ويذكر ان للشاعرة رنا جعفر ياسين مجموعتين أخريين هما (طفولة تبكر على حجر) التي صدرت في بغداد عام 2006 عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق, و(مسامير في ذاكرة) التي صدرت في القاهرة عام 2007 عن دار المحروسة وضمت قصيدة (الحرب تنهض من موتها) والتي حصلت من خلالها الشاعرة على جائزة نازك الملائكة التي نطمها منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عام 2008, وبالاضافة الى نشاطها الشعري فهي تعمل في الاعلام كمعدة ومقدمة برامج ثقافية اضافة الى عملها في الصحافة المكتوبة .
ومن مجموعتها (مقصلة بلون جدائلي) يمكن للقارئ ان يلحظ ان الشاعرة تستعين بتفصيلات حياتية وذاكرة حافظة للصور والاحداث للخروج ببناء شعري متين على مستوى الشكل والمضمون وينم عن مقدرة على تحريك الرؤية الشعرية نحو اعلى مستوياتها من حيث المجاز الشعري الفاعل من غير التعكز على الخطاب التقليدي ويمكن ايضا تأشير خصوصية الجملة الشعرية عند رنا جعفر ياسين من خلال استبدال الضمائر وعلائقها ببعض وبالكل الشعري للنصوص بالاضافة الى بعد صوفي وتماه حي يتجسد خلال بنية الجملة الشعرية ودلالاتها في نصوص تنفتح على الادهاش والصدمة, والمجموعة تمثل في مجمل نصوصها امتدادا تصاعديا لشعرية رنا التي توجتها ببيان شعري معبر وفعال عبر لغتها ورؤيتها الشعريتين والذي كما يبدو كان مجاورا لنتاجها الشعري في مجموعة (مقصلة بلون جدائلي).
وتجدر الاشارة الى ان غلاف المجموعة احتوى لوحة من الكولاج للفنانة الشاعرة رنا حيث يمثل التشكيل جانبا اخر من تجربتها الابداعية المتنوعة ويسير بموازاة رنا الشاعرة المتمردة فنيا على متن النص وقوالبه الجاهزة والسائدة وبما يمكنها من ان تشق طريقا هو الاخر متمرد على البنية الفنية/التشكيلية التقليدية والجملة الشعرية والمضامين والرؤى المندرجة ضمن كليشيهات الخطاب الشعري العربي السائد.
وتوشح الغلاف الخلفي بقصيدة قصيرة عنوانها (على جناح غفوتي):
كان غامضاً
ومدهوناً بالآسن ِالمرتخي
جامدا ً كالصراخ
ينفضُ عن أخطائهِ لونَ البركان ِالبارد
يفضلُ العتمة َبعرائها الغض
مستلقياً,
فوقَ هدوء ٍ يشبهُ نساءً من جليد.
كانَ خاشعا ً..
عندما يقرّّرُ الليلُ فضَّ البراءة
راقدا ً كالنهار ..
حينما يقرّرُ الصغارُ مضغَ حبيباتِ شرهِ المستدير.

وفي كلِّ نشوةٍ و ذنب ..
يعانقني
لافحا ً جسدي بأنفاسهِ الرعب.
.. كم أحبكَ أيها الموت !!

ومن مناخات النصوص مقطع من قصيدة (بصمت, كما في الحلم تنساب الألغام):
بعدَ الموت ..
تنهضُ المدينة.ُ
من الأرض ِ يخرجونَ بنصفِ مجزرة ٍ
وضوءٍ مثقوب
أجسادهم المبنية ُ من النار
لها بريقُ الشعاراتِ القديمة
عيونهم المصبوبة ُ من فولاذِ الثورة
مازالت تحدقُ بمهرجان ٍ سحيق
يسحلونَ الأرصفة َ بالخطوات
ناقرينَ الزجاجَ المعجونَ بماءِ الموت
يحرثونَ الشوارعَ
ويحصدونَ الغيومَ المنهارة َمن فرط الجوع
يحاربون الخطوةَ المعانقة َ للحرائق
عندما تلوذ ُ بالطرقات .
وبأسفلتٍ ساخن
ونوم ٍ طويل
يغسلونَ وجوههم الخالية َ
لكنهم ..
لا يرتدونَ الوشاية َ
بل, مثلَ مصيدة ٍ شائكة يبدأونَ الانقضاض
تستميلهم نعومة ُ مساء ٍ مرطبٍ بالألغام
وملابسُ نساء ٍ مرصعة ٍ بدمّ.

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

الإعلان عن تأسيس منتدى أماسي البيضاء الثقافي

عن موقع ليبيا اليوم
تم يوم الأربعاء الماضي الموافق 24 .12 .2008 الإعلان عن تأسيس منتدى أماسي البيضاء الثقافي.

وتأسس المنتدى من خلال تنادي مجموعة من المثقفين والأدباء وكذلك المهتمين في المنطقة لإنشاء نشاط ثقافي وفني يرصد أغلب نشاطات المنطقة ، وقد أشار أغلب المشاركين في الاجتماع التأسيسي إلى أهمية تأسيس هذا المنتدى وذلك لفتح آفاق الحوار الثقافي واستقطاب كافة المهتمين بالشأن الثقافي.
تبنى المنتدى نشاطاً نصف شهري يكون فاتحة النشاط ، وتم وضع تصور يشمل مختلف المناشط خلال عام 2009 والمنتدى ( منتدى أماسي البيضاء الثقافي ) هو جمعية أهلية تجمع في عضويتها كافة أدباء وفناني المنطقة ، ويتم الآن استيفاء كافة الإجراءات الخاصة بإشهاره كجمعية أهلية.
وتم خلال الفترة الماضية إطلاق مدونة ، ستكون هي النافذة الإعلامية للمنتدى ، وعنوانها :
أماسي البيضاء الثقافية
amase2009.maktoobblog.com
والبريد الالكتروني للمنتدى :

amase2009@maktoob.com

وستكون بداية نشاطات المنتدى ، أمسية في الشعر الغنائي للشاعر (سالم الكواش) يوم الاثنين 5. 1 .2009

السبت، 27 ديسمبر 2008

مدرسة القصة العربية الغدوية - البيان الأول







"المدرسة الحائية"
مدرسة القصة العربية الغدوية
البيان الأول
"الحَائِِيَةُ": أصُولُ التسْمِيَةِ
محمد سعيد الريحاني



I/- العنوان الذهبي من العصر الذهبي:
مند البدايات، لجأ الشاعر العربي في نظمه إلى الشكل العمودي في العرض والتزم بالروي الموحد من مطلع القصيدة إلى نهايتها تكريسا لتقليد شعري شاع في العصر الذهبي للشعر العربي وخفت بعد دلك. هذا التقليد كان بديلا عن اختيار عنوان للنص الشعري من قبل المبدع الذي كان يكتفي بقول الشعر فقط على أن يتدخل المتلقي بعد دلك لعنونة النص بالتركيز على إحالتين: الإحالة الأولى على حرف الروي الذي يميز قصيدة عن أخرى؛ أما الإحالة الثانية فإلى اسم الشاعر ناظم القصيدة. فباستثناء "المعلقات"، تعرف القراء عبر التاريخ على قصائد الشعراء، ومن ضمنهم القصائد "الأخرى" لشعراء "المعلقات"، بربط روي القصيدة باسم شاعرها. وبهده الطريقة في صك العناوين، كانت"لامية" السموأل الأزدي ومطلعها:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ *** فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَمــــــــيلُ



وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها *** فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
و"تائية" الشنفرى التي اعتبرها الأصمعي أحسن ما قيل في خفر النساء وعفتهن ومطلعها:

أَلاَ أُمُّ عَمْروٍ أَجْمَعَتْ فاسْتقَلَّتِ *** وما وَدَّعَتْ جِيرانَها إِذْ تَوَلَّتِ
وقد سَبَقَتْنَا أُمُّ عَمْروٍ بأَمرِها *** وكانت بأَعْناقِ المَطِيِّ أَظَلَّتِ

و"رائية" الخنساء:

قذى بعينك أم بالعين عُوار *** أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت *** فيضٌ يسيل على الخدين مدرار
تبكي خناس على صخر وحق لها *** إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار
لا بد من ميتة في صرفها عبر *** والدهر في في صرفه حول وأطوار

و"جيمية" جرير التي خص بها الحجاج بن يوسف الثقفي ومطلعها:
هاج الهوى بفؤادك المهتاج *** فانظر بتوضح باكر الأحداج
هذا هوىً شغف الفؤاد مبرح *** ونوىً تقاذف غير ذات خلاج

وخاتمتها:
إني لمرتقبٌ لِمَا خوفتني *** ولفضل سيبك يا ابن يوسف راج
يولقد كسرتَ سنان كل منافق*** ولقد منعت حقائب الحجاج

و"ميمية" المتنبي:
وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ ***وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ م
ا لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي ***وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ

و"سينية" البحتري:
صنت نفسي عما يدنس نفسي *** وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ *** ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي


و"نونية" ابن زيدون:
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا *** وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا *** حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا


كما ميزت العرب بين القصائد ذات نفس القافية، فكانت:
"لامية العرب" للشنفرى تمييزا لها عن "لامية العجم" للطغرائي:
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ *** فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ *** وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى*** وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ *** سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

و"لامية العجم" للطغرائي، لانتسابه إلى أصبهان:

أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ *** وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ *** والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ


II/- إِغْرَاءُ ذَهَبِ شعر العَصْرِ الذَّهَبِي في الأدب العربي:
إزاء هدا التقليد الجميل الغابر، تملك المحدثين من الشعراء حنين قوي إلى ثقافة الماضي الشعري الذهبي في الأدب العربي. فقد نظم أحمد شوقي قصيدته الجميلة "الأندلس الفردوس المفقود" الذي يبقى العنوان الأصلي الذي اختاره الشاعر لقصيدته لكن قراءه أبوا إلا أن يضعوا القصيدة في مرتبة روائع الشعر العربي فغيروا عنوانها إلى "سينية شوقي":
اختلاف النهار والليل ينسي *** اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
وصفا لي ملاوة من شباب *** صورت من تصورات ومس
عصفت كالصبا اللعوب ومرت *** سنة حلوة ولذة خلس

أما محمد مهدي الجواهري فقد ذهب قراؤه أبعد مما ذهب قراء أحمد شوقي. فقد لقب محمد مهدي الجواهري ب"شاعر العرب"، استلهاما للتقليد الشعري القديم. كما سميت قصيدته عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ب "القصيدة العينية". ولأنها أفضل ما كتب في حق الإمام الحسين، فقد كتبت بماء الذهب، على طريقة عشاق الشعر العربي في مرحلة ما قبل الإسلام، في الرواق الحسيني ومطلعها:

فِداء لِمثواكَ مِنْ مضجَعِ *** تَنوّرَ بالأبلَجِ الأروعِ
بِأعبَقَ مِنْ نَفحاتِ الجِنانِ *** رُوحاً وَمن مسكها أضوَعِ


أما محمود درويش فقد دهب أبعد من الجميع. لقد حافظ الرجل على شكل عرضه الشعري الحر لكنه سمى قصيدته ذات الألف ومائة وأربعة وتسعين بيتا (1194 بيتا) "جدارية" استحضارا لدلالة "المعلقة" في التراث الشعري العربي الجميل.

IIّI/- المَدْرَسَةُ "الحَائِيَةُ" ديوان الغد القصصي بِرَوِي "حَائِي":
في كل جنسيات العالم وعلى مر العصور، يندر العثور على كاتب في مجال السرد، مجال القصة القصيرة أو الرواية، جرب قرض الشعر ونجح في دلك. الشعراء وحدهم كان ولا يزال السرد يمثل لهم "إغراء لا يقاوَمُ": منهم من توفي وفي قلبه غُصّة كتابةِ عمل سردي كالشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومنهم من بدأ شاعرا ثم هاجر نهائيا إلى السرد كالروائي المغربي الطاهر بنجلون، ومنهم من راوح بين الكتابة الشعرية والكتابة السردية كالشاعر والروائي الفرنسي فيكتور هوغو...

لكن على الرغم من ضعف الهجرة من السرد إلى الشعر، يبقى الشعر بوصلة ثابتة في الكتابة السردية وفي المعجم السردي. فالكاتب، قاصا أو روائيا، لا زال يستقي "قوته" و"معجمه" من مجال الشعر ولا زال ينحث مفهوم "القصة القصيرة ديوان المغاربة" على وزن "الشعر ديوان العرب"؛ كما لا زال يزِنُ "المدرسة الحائية" على وزن "القصيدة اللامية" و"القصيدة الرائية" و"القصيدة الحائية"...

إن الاحترام الكبير اتجاه الأدب عموما وفن القصة القصيرة تحديدا، والنضال الجاري خوضه لإعلاء شأن الكلمة الحرة الكريمة كمضامين للقصة العربية الغدوية، تناسبه استعارة هده التقنية الجميلة المضيئة من غابر التراث الشعري العربي الجميل في عنونة النصوص والأعمال والمشاريع الإبداعية. ولأن هدا النضال بدأ قبل ثلاث سنوات مضت (2006-2007-2008) بالتعبئة العامة بين أعلى مراتب إنتاج الكلمة في الوطن العربي، الكُتّاب، بهدف تغيير طريقة التفكير والتعبير المكتوب في مجال الإبداع السردي العربي على الخصوص باقتحام الدوائر المعتمة الثلاث، الحرية والحلم والحب، التي عرفت مجتمعة تحت شعار "الحاءات الثلاث"؛ فقد صارت "الحاء" لازِمَة أو رَوِياً في التنظير القصصي الجديد كما في الكتابات القصصية الجديدة أكانت "حاء حرية" أو "حاء حلم" أو "حاء حب". لقد صارت "الحاءات الثلاث" قافيةَ "المدرسة الحائية"، مدرسة القصة العربية الغدوية.



تداعيات من الذاكرة: حكايات جديدة لوزنه حامد


الند ميتاني- قامشلو



صدرت للقاصة السورية الشابة وزنه حامد باكورة قصص قصيرة جداً وهي حديثة الإشهار والتوزيع الطبعة الأولى في (105) صفحة من الحجم المتوسط بعنوان: (تداعيات من الذاكرة). وتحمل بين صفحاتها الثرية على (14) قصة قصيرة جداً (ق, ق, ج) محملة بلوحة غلاف ساحرة من إخراج الفنانة (شرين خليفة) .


وتخبئ الباكورة في جوفها من حكايات ذات علاقات إنسانية ساخنة ,و سطرت على غلافها الأخير كلمات لها مغذى ومدلول عميقين ممهورة بقلم الكاتبة نفسها (ما أعذب رنة هاتفي عندما تحمل رسائلك وتبشرني بها .
من قصص المجموعة: تداعيات من الذاكرة (الرجل العجوز , رائحة الماضي , ماسح الأحذية , امرأة محظوظة, شعلة الحياة, ظلم أبي, لن أخيف أطفالهم, مجتمع الاتيكيت, جمين, تداعيات من الذاكرة, مفترق الطرقات, الكأس والخلخال, الربيع, القط إلتهمها) .


قصص المجموعة اغلبها سلسة وشفافة وتبوح كوامن "وزنه حامد" وملكوتاتها الإنسانية بلذة خاصة وبرؤية موضوعية تعالج راهنها الاجتماعي الاقتصادي الثقافي ,القصية تماماً عن استخدام المفردات القاموسية القاسية التي من شانها أن تقتل روح الكتابة القصصية .


تداعيات من الذاكرة : قصص واقعية ذات طابع إنساني بامتياز وهي جديرة بالقراءة والتأمل لنتذوق نكهة أدب منطقة " الكيكان " .


- وزنه حامد أوسي : قاصة
- الكتاب : تداعيات من الذاكرة
- عدد صفحاتها 101
- إصدار اتحاد الكتاب العرب 2007 دمشق
- الناشر : دار حوران للطباعة والنشر والتوزيع سوريا – دمشق
- الإشراف الفني للغلاف : القاص الكردي جان بايير
- قيد الطبع :
- صفير القطار - قصص - قصيرة
- الإنسان داخل الإنسان – رواية

الجمعة، 21 نوفمبر 2008

تشييع جنازة الروائي والقاص خليفة حسين مصطفى


عن: ليبيا اليوم


شيعت في طرابلس عقب صلاة الجمعة الموافق 21/11 من مسجد زميت جنازة الروائي والقاص خليفة حسين مصطفى عن عمر يناهز 64 سنة إثر رحلة مريرة مع ورم خبيث استقر في الاثنى عشر ومنه انتشر في باقي جسمه ليغادر دنيانا الفانية في حدود الساعة الثالثة من صباح يوم الجنازة في بيته بطرابلس، وقد علمت ليبيا اليوم أن مأتم الفقيد سيقام بمنزله بطرابلس.


تونس كانت أبرز المحطات التي توقف عندها الراحل في رحلته مع المرض فبعد معاناة دامت ثلاثة أشهر دخل مصحا تونسيا يوم الأربعاء 8/10 ليحمل صباح الخميس 16/10 نبأ الإصابة بورم خبيث في القولو
الراحل خليفة حسين مصطفىن، العملية الجراحية التي كان مقررا لها صباح الثلاثاء 28/10 تأجلت بسبب عدم توفر الدم اللازم لإجرائها فالفصيلة المطلوبة كانت (o-) أو سالبة.


صباح الخميس 30/10 أجريت العملية الجراحية وقد استغرقت 3 ساعات، إلا أن الحالة خرجت عن السيطرة ودخلت مرحلة حرجة جدا بعد رفض جسمه تقبل العلاج الكيماوي، وبناء على نصيحة معالجيه في تونس وصل مساء الأربعاء 12/11 الروائي خليفة حسين مصطفى على متن طائرة إسعاف إلى طرابلس ومنها إلى معهد الأورام بصبراته. رحيل الروائي والقاص خليفة حسين مصطفى جاء صبيحة اليوم التالي لتأبين شاعر بلد الطيوب علي صدقي عبد القادر الذي أبنه محبوه مساء الخميس 20/11 ليواصل سلسلة رحيل المبدعين دون صخب أو ضجيج.

الأحد، 12 أكتوبر 2008

سوق الجمعة.. مجموعة قصص جديدة لفؤاد قنديل



عن دار أخبار اليوم صدرت مؤخرا مجموعة قصصية جديدة للكاتب الروائي فؤاد قنديل، تحوم وتغوص في مكان بعينه تحمل اسمه، وتحاول سبر أغواره الغريبة والمدهشة بواقعيتها الملتهبة التي يجوس خلالها قلم مبدع قدير تتمدد تحت فتوحاته قصص جياشة مثل "ثمر الجنة. ندى الورد. المصيدة. يمامة خضراء بكعب محنى".
القصص تتعانق لتشكل عالما معجونا بالطموح والجشع والحب والخشونة والجنون، تركض فيه مئات الآلاف من الآدميين من صباح يوم الجمعة بحثا عن فتات الحياة الذي يسد الرمق وقد يبنى العمارات.. أصواتهم العالية تلتهم الآذان والجيوب والقلوب والصمت ، وتدفع الجموع المتعثرة في البضائع المكدسة من كل شكل ولون.
القصص تكتنز عالما يختزل الحياة في صراعها المحموم بين الظهور والتلاشي والصعود والانهيار في بوتقة إنسانية موارة بالمؤامرات الصغيرة والصفقات الكبيرة التي لا تمنع البعض من التعامل مع ركن القلوب المحطمة وحكايات العاشقين
بهذه القصص وبالمجموعة السابقة عليها " رائحة الوداع "التي صدرت قبل شهور من هيئة قصور الثقافة يؤكد الكاتب ولاءه للقصة القصيرة وثقته في قدرتها على اقتناص لحظاتها الإنسانية بطريقتها المميزة، وهو يؤمن أن هذا الفن الجميل لن يقع فريسة الانحسار أو الذبول مهما تمتعت الرواية بالوهج والمجد.

الأحد، 5 أكتوبر 2008

روافـــــــ(( الإبداع ))ــــــــد

بعون الله وتوفيقه تم إطلاق مجموعة مدونات (( روافد الإبداع )) التى تُعنى بالإبداع بمختلف صنوفه .. وتشتمل مجموعة المدونات هذه على ثلاث مدونات فرعية هى :
-الإبداع الإجتماعى :
وتهتم بالنواحى الإجتماعية عامة (( شؤون الأسرة – صحة الأسرة – مناسبات – آدم – حواء – طفولة – موضة – ديكور – مطبخ )) .. يمكن زيارتها على الرابط :
www.rwafed-e1.blogspot.com

-الإبداع الأدبى :
وتهتم بالأدب والفن عموماً (( خواطر – شعر – قصص – روايات – مقالات – دراسات نقدية – رسم وتشكيل – فنون )) .. رابط المدونة :
www.rwafed-e2.blogspot.com

-إبداع التراث :
وتهتم بالتراث العربى (( العادات والتقاليد – الآداب والفنون (( شعر – فنون – أمثال – حكايات )) – المقتنيات (( معدات – صناعات تقليدية – حرف )) .. الرابط :
www.rwafed-e3.blogspot.com

·ونحن إذ نعلن ذلك ندعوا الجميع بلا استثناء لزيارة المواقع والإسهام فى تحريرها وتطويرها .
·لمزيد من التفاصيل يرجى زيارة مجموعة مدونات (( روافد الإبداع )) على الروابط المحددة .

السبت، 27 سبتمبر 2008

حكايا مدينتين



صدرت في العاصمة الرومانية بوخارست مجموعة شعرية للشاعر والمترجم والروائي العربي" منير مزيد " بعنوان " حكايا مدينتين " بثلاث لغات العربية والإنجليزية والرومانية ، والمجموعة عبارة عن قصيدتين : دمشق معلقة الحب ، بوخارست مدينة الشعر الأبدية وقد قامت الشاعرة والناقدة السورية بهيجة مصري إدلبي بكتابة المقدمة للنسخة العربية ، اما البرفسور العراقي عبد الستار الأسدي بكتابة المقدمة للنسخة الإنجليزية والتي جاءت كدراسة نقدية وتحليلية للقصيدتين اما النسخة الرومانية فقد وضع لها مقدمتين ، الأولى للدكتوارة دونا ثيودور ، شاعرة وإعلامية ، والثانية ماريوس كيلارو ، شاعر وباحث ومترجم ، وبنفس الوقت قام بترجمة القصيدتين إلى اللغة الرومانية ..
هناك إستعدادت وتجهيزات كبيرة لإقامة حفل توقيع الكتاب والذي سيكون في قاعة وزارة الثقافة أو قاعة وزارة الخارجية في 21 نوفمبر وفي أول تصريح لـ منير مزيد للإعلام قال : بمثل هذه الاعمال يتم الترجمة الفعلية الحقيقية والتنفيذ العملي للانفتاح على الآخرين وليس مجرد كلام وأحاديث صحفية وإعلامية ومؤتمرات ولقاءات لا تغني ولا تسمن من جوع .
أنا من أوائل المثقفين العرب الذي نادى بضرورة الانفتاح على الآخرين وبضرورة إيجاد وسيلة لفتح باب الحوار وجمع الثقافات المختلفة من أجل التوصل لتفاهم مشترك وبناء صداقات أوثق وأشمل بين الشعوب ، وقد حاولت ترجمة ذلك على أرض الواقع من خلال إقامة مهرجان أوديسا للإبداع الشعري والالتقاء الحضاري إلا أن قوى الظلام والتخلف والعنصرية المتمثلة بعصابة رابطة الكتاب الاردنيين ومن على شاكلتهم سعوا بكل حقدهم الأعمى بالتخطيط بعقلية إجرامية وبالعمل بحملة منظمة لتدمير المهرجان وبعد تلك الجريمة البشعة كان علي البحث عن مكان آخر لأجل مواصلة الحلم والبعد عن تلك الذئاب ..
وفي سؤال آخر حول ما بعد حكايا مدينتين ، قال مزيد : مباشرة وبعد حفل توقيع كتاب حكايا مدينتين ، سوف يتم الاعداد لحفل توقيع ديوان الشاعر الباكستاني سونا الله والذي يشغل منصب سفير الباكستان ، والآن الكتاب تحت الطبع ، وكان لي شرف ترجمة هذا الديوان إلى العربية وسيصدر بثلاث لغات العربية والانجليزية والرومانية اما فيما يتعلق بتاريخ الحفل والاستعدادت فتلك الأمور يمكن مناقشتها مع سعادة السفير..
حين سئل عن أنطولوجيا الشعر الروماني قال : لقد انتهيت منها تماما وهي الآن بين يدي الدكتور العراقي حمد محمود الدُّوخي للمراجعة والتدقيق وكتابة مقدمة لها وبهذه المناسبة أتوجه له بالشكر وبعد عطلة العيد سأقوم بتسليمها للناشر لأجل الطباعة .
اما المفاجئة الكبرى التي بدأ يعد لها شاعرنا الكبير البحث عن ناشر عربي ليتولى نشر انطولوجيا الشعر الصيني وحسب تصريح منير مزيد بأنه اختار 200 قصيدة لترجمتها للعربية وأضاف خلال اسبوعين تكون جاهزة وأنطولوجيا آخرى وهي 1000 قصيدة هايكو من الشعر الياباني..

الأحد، 21 سبتمبر 2008

جوان فرسو - مجموعة شعرية جديدة



عن دار الينابيع في دمشق صدرت المجموعة الشعرية الأولى للشاعر السوري " جوان فرسو " تحت عنوان ( تلك التي )، يضم الكتاب سبع عشرة قصيدة ويقع في 106 صفحات من القطع المتوسط. من أجواء المجموعة:

التُّرابَ التُّرابَ ما أَقدسَهُ.

والعِشْقَ أَرئفْ بِهِ.

لعلَّهُ نُوْحٌ..

مَنْ جثا نَحْوَ جُودي

ولعلَّكَ أَنْتَ أنا

وأنا أَنْتَ

وأَنْتَ أَنْتَ

وأنا أنا

أَنْتَ مَنْ أَنْتَ؟

أنا مَنْ أنا؟

الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

كتاب جديد للباحث الليبي د. محمد المفتي

لماذا فشل العرب في معركة التحديث؟


خالد المهير



في مقدمته لكتابه الجديد "بنية الثقافة وأزمة التحديث" الصادر عن مجلس الثقافة العام، يجابهنا الباحث الليبي الدكتور المفتي، صاحب كتاب " توطين العلم أولا " الذي صدر قبل بضع سنوات.. بالعبارات التالية:

’’ يبقى فشل المشروع النهضوي العربي الذي مضى عليه قرن ونصف، من الظواهر المحيرة في عصرنا والتي لم تنل اهتماما جادا وصريحا خارج دائرة الجدل السياسي. فقد عجز التحديث الظاهري للدولة والاقتصاد عن تحقيق التنمية والديموقراطية، بل أفرز إقتصادا استهلاكيا .. وأعطانا ديموقراطية هشة احتفظت بشتى مظاهر الاستبداد والعسف التقليديين. واكتفينا بإحالة تعثرنا إلى عوامل خارجية كالاستعمار وقيام دولة إسرائيل، واجتررنا الخطاب الحماسي بدلا من التحليل الموضوعي من أجل الكشف عن العوائق الكامنة في ثقافتنا ومن ثم استنباط حلول فعالة لها‘‘.

التكوين الجغرافي والديموغرافي للمجتمع العربي وليبيا نموذجا له.. هو في نظر الدكتور المفتي أشبه بأرخبيل من الجزر المبعثرة في محيط.. واحات منعزلة في بيئة صحراوية.. وهذه العزلة هي ما يكرس الولاء الضيق للقبيلة والجهة أو هما معا تحت لافتة الطائفة.. وهذه النزعات تبقى أساسية في وجدان المواطن العربي توجـّه سلوكه اليومي.. بل وتلوّن رؤى النخبة المسئولة وتكيـّف توجهات صانعي القرار في إدرات الدولة.

ويمضي الدكتور المفتي: ’’ القبيلة في المجتمع التقليدي أساس لبقائه واستقراره، إذ تحقق قيمها وأعرافها تناغما وسلاما بين أبنائها وبين سائر القبائل كما توفر آلية للدفاع ضد عدو خارجي. لكن القبيلة لا تـتسق مع الدولة الحديثة التي تتطلب الولاء لوطن أوسع من موطن القبيلة وتقيم اختياراتها على أساس الكفاءة لا الولاء. كما أن التقدم بكل جوانبه يستند اليوم على الحصيلة المعرفية وبالتحديد على العلم والتقنية لتحقيق الإزدهار والمنـَـعَـة، وبدورهما يحتاج استيعاب العلم والتقنية لقيم مغايرة للثقافة التقليدية‘‘.

وفي ظني أن فصل " الدولة العربية في نصف قرن"، هو أفضل ما كتب عن تخلـّق الحاكم المستبد من جوف الدولة وبطاقة القيم الاجتماعية السائدة. لكن غضب المؤلف ينصب على فرضية المؤامرة السائدة لدينا في تعليل شتى الأزمات العربية، لأن هذه الفرضية، كما يقول: ’’تمنعنا من فهم واقعنا وقدراتنا وجوانب ضعفنا، وتقطع الطريق علي أي محاولة لتصحيح الخلل. وفوق ذلك فإن التدخل الخارجي أمر تحتمه ظروف العلاقات الدولية في العصر الحديث. لكن فعالية التدخل تـنبع لا من مهارة وبراعة الأجنبي بقدر ما تنبع من شروخ حقيقية في بنية المجتمع العربي كالأحقاد والثارات المذهبية، ومغالطات واسعة في فهمنا نحن لأنفسنا ومشاكلنا. فنحن لا نعترف علنا ولا نناقش الحساسيات الجهوية والطائفية والمذهبية والدينية.. التي تشكل المنافذ الحقيقة للتدخل الأجنبي‘‘.

ويرى الدكتور المفتي أن ’’ إغفال هذه الجوانب هو سر تعثر المشروع النهضوي العربي الذي امتد لأكثر من قرن ونصف ولكن دون تحديث حقيقي وفعال سواء على المستوى التنموي أو السياسي‘‘.

يتكون الكتاب من إثني عشر فصلا، هي " بدايات الوعي بالهوية الوطنية / الدولة العربية في نصف قرن / عن هشاشة الديموقراطية / تشريح العسف / الاختلاف لا يعني الخلاف / حق المواطنة / إصلاح القارب الليبي/ الإصلاح بالعين المجردة / تعليمنا وإعادة إنتاج التخلف / الخيـار المتبقي / توطين العلم والتقنية.. ‘‘.

ومعظم فصول الكتاب هي مقالات مطولة أو دراسات سبق نشرها، ولذلك تتباين في بؤرة اهتماماتها ومدى تركيزها على المحلي الليبي أو العربي العام.. لكن بعض فصول الكتاب مثل "تشريح العسف" و " الدولة العربية في نصف قرن " و " عن هشاشة الديموقراطية "، تشكل تناولا جديدا وشجاعا. وللدكتور المفتي كتابات عديدة في المجال الثقافي الليبي، كان له السبق في طرحها. لكن الكتابة العربية للأسف ما تزال أسيرة الحواجز الرقابية بأشكالها المختلفة وغياب صناعة الكتاب وآليات فعالة لتوزيعه، ولهذا قد لا تحظى كتابات رائدة بالاهتمام والنقاش المطلوب

ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية

فيحاء العاقب



صدر مؤخراً عن دار تانيت (المغرب العربي) كتاب "ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية" للباحث والكاتب عبدالمنعم المحجوب، يقع الكتاب في 288 صفحة، وقد استهلّه المؤلف بمقدمة تحت عنوان "هذه الحفريات" يقول فيها: "يتجه هذا العمل ليس فقط نحو التشكيك في المسلمات التي سيطرت لعقود طويلة على قراءة التراث اللغوي الأفروآسيوي، بل ويسعى من خلال طرح نظريته الجديدة في قراءة اللغة السومرية إلى إعادة ترتيب صورة هذا التراث في الذاكرة الإنسانية. الصورة التي صُنعت بتراكمات استغرقت علماء الأشوريات والمصريّات، والمستشرقين عامةً، أكثر من قرن متصل من البحث والتدقيق.

إن المنجز الإستشراقي فذّ في حدّ ذاته، وقد استغرقت الخلاصات المعروفة جيداً في الوقت الحالي، والمنتشرة بما يجعلها أقرب إلى المصنفات المدرسية، عقوداً طويلة من الجهد المضني والبحث الدؤوب بدءا من أواخر القرن التاسع عشر، عندما كانت كلّ خطوة صغيرة إلى الأمام تعدّ فتحاً علمياً صاخباً. ولكن للاستشراق إلى جانب سيرته الملحميّة هذه أوضاع كثيرة، وبعض هذه الأوضاع ليس صحيحاً، أما فيما يتعلق بسومر وباللغة السومرية بالذات، فإنه يبدو واقفاً رأساً على عقب".

يفترض الكاتب وجود متوالية لغوية أفروآسيوية تبدأ من السومرية وتنتهي بالعربية، وبالرغم من الفكرة السائدة عن عزلة اللغة السومرية إلا أن الباحث يلجأ إلى تفكيك الجذور العربية ليثبت أنها في الحقيقة تتكون من مقاطع سومرية ولكن غلبت عليها السمة الجذرية فذابت تلك المقاطع في التلفظ العربي للكلمات.



يسعى المؤلف إلى تتبّع واستظهار التغيرات الصوتية (الفونيطيقية) التي أصابت سلسلة الألسن الأفروآسيوية، باللجوء إلى مقارنة أساسية بين السومرية والعربية. وقد وجد أن التداخل السومري– الأكدي، يتجاوز في الحقيقة ما عُرف من استخدام مشترك لعدد من المفردات، شاع أنه كان نتاجاً لتمثيل اللغتين بالخط المسماري نفسه، يتجاوز ذلك إلى صلة وثيقة تتبدّى فيها المقاطع السومرية كطبقة لغوية مضمّنة Substrata في الأكدية والعربية، وقد خلص إلى أن الضمائم اللغويّة الأفروآسيوية متحدّرة من السومرية، وإن المقاطع السومرية المفردة والمثنّاة متوطّنة قارّة في الأكدية والعربية والمصريّة.. وغيرها من بقية لغات الفروع والضمائم الأفروآسيوية، ولهجاتها المحكيّة. كما سعى من خلال أمثلته التطبيقية التي تعدّ بمئات المفردات إلى استظهار الفونيمات المفردة المؤسسة للكلمات المقطعية السومرية في تحولاتها التدرّجية إلى جذور ثنائية وثلاثية في اللغة العربية، بالإضافة إلى ما قدمه من مقارنات تأثيليّة تتصل بالمواد المعجمية وتحولاتها الدلالية.

قدم المؤلف أيضاً عدة مقارانات لغوية ومعتقدية بين سومر ومصر ليثبت أن معاني أسماء آلهة مصر لا يمكن فهمها إلا من خلال اللغة السومرية، وأن اللغة المصرية القديمة متطورة عن لغة العراق القديم، بنفس المنهج الذي اتبعه في دراسة العلاقة بين اللغتين السومرية والعربية.

إن أهمية هذا الكتاب وخطورته لا تتصل بالمقارنات اللغوية، بل بإعادة التفكير – كما يقول – في بنية اللغة التي نتحدثها، إذ يقدم في أكثر فرضياته إثارة فكرة أن العربية كانت في مرحلة من مراحل تطورها لغة مقطعية لكن العرب لم يعرفوها إلا في شكلها الجذري الاشتقاقي. كما يقدم عدة فرضيات جديدة للتفكير في المسارات الكبرى التي تحركت فيها اللغات الأفروآسيوية واللغات الهندوأوروبية بدءاً باللغة السومرية.

عدد سبتمبر من مجلة الكلمة


محمود درويش : فداحة الغياب / ألق الحضور



صدر العد الحادي والعشرون من مجلة الكلمة الإليكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ.

وخصصت المجلة العدد كله للشاعر الكبير محمود درويش الذي أثار رحيله اهتماما واسعا وغير مسبوق، لا في الثقافة العربية وحدها، وإنما في العديد من الثقافات الإنسانية. ويسعى هذا العدد لتجسيد بعض ملامح هذه الظاهرة، ولتأكيد حضور محمود درويش وفاعليته في الثقافة العربية والإنسانية رغم رحيله.

وفي دراسته الافتتاحية " محمود درويش: لماذا؟ " كتب صبري حافظ : لأن محمود درويش كان شاعرا ومبدعا ومفكرا استثنائيا في مسيرة ثقافتنا العربية الحديثة. فقد استطاع درويش ـ كما استطاع الراحل الكبير إدوارد سعيد قبله ـ أن يكون تجسيدا حيا لأفضل ما يمكن أن تقدمه الثقافة العربية والقضية الفلسطينية لثقافتنا وللعالم معا. فلايمكن حقيقة سبر أغوار أهمية أي منهما، وحقيقة المشاعر التي أحاطتهما الثقافة العربية بها، دون فلسطين. لذلك كان رحيل محمود درويش إثر عملية جراحية مخفقة في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر خسارة لحقت بالقضية الفلسطينية منذ موت إدوارد سعيد، بل وفي حالة محمود درويش خاصة وبالثقافة العربية ذاتها.

وفي دراسته " تلاحم عسير للشعر وللذاكرة الجمعية " كتب ادوارد سعيد: ودرويش، مثل أقرانه الغربيين القلّة، فنّان تقني مدهش يستخدم التراث العروضي العربي الفنّي والفريد بطرق تجديدية وجديدة على الدوام. ذلك يتيح له أن ينجز أمراً بالغ النُدرة في الشعر العربي الحديث: براعة أسلوبية فائقة وفذّة، ممتزجة بحسّ بالعبارة الشعرية يجعلها أشبه بالمنحوتة بإزميل، بسيطة في نهاية الأمر لأنها بالغة الصفاء.

وفي " محمود درويش: التعاقد الشاقّ " كتب صبحي حديدي عن أسباب الموقع الفريد الذي حظي به محمود درويش في الثقافة العربية الحديثة فقد توفّرت للشاعر أسباب موضوعية وأخرى ذاتية لبلوغ هذا الموقع، وفي " السيرة في إطار الشعر " يتناول خليل الشيخ ديوان لماذا تركت الحصان وحيدا ويوضح كيف يجسد هذا الديوان مشروع درويش لكتابة سيرة ذاتية، كما توقفت الدراسة عند ملامح سيرة درويش في قصائده قيل هذا الديوان. و كتب خيري دومة في " محمود درويش وصاحبه في مكان البُعْد" عن كتاب في حضرة الغياب الذي أثار الكتاب عند نشره صدى واسعًا ، وأخذت الجميعَ هذه اللغةُ التي تقع في مكان غامض بين الشعر والنثر، وهذه الصيغةُ الخاصة جدًّا من كتابة السيرة الذاتية.

كما نقرأ في باب دراسات: " هوامش الأمة ومنفى المقتلعين " لعلي بدر، و" ذاكرة ليست للنسيان " ليحيى بن الوليد، و " فعل القراءة وتأزّم التمثيل " لستيفن هيث ،و " الهوية وسؤال المصير " لعبد السلام ناس عبد الكريم،و " مبدأ المقاومة وأشكالها الشعرية " لمحمد معتصم، و" حركية الرؤيا في «أحمد الزعتر» لغالية خوجة، و" بين أثر الفراشة و على محطة قطار سقط عن الخريطة " لخالد كساب محاميد، و" «في حضرة الغياب» سيرة تزهد في التفاصيل " لميلود بنباقي، و" الرمز الشعري لدى محمود درويش " لرشيدة أغبال، و"الشعر المحمود" لأحمد العمراوي، و" بذرة خضراء جديدة " لتوفيق أبو شومر، و " أسلوب الاستفهام في شعر محمود درويش " لزهير أحمد سعيد آل سيف، و " الأب في شعر محمود درويش والشعر العبري " للسيد نجم

وحرص هذا العدد الخاص على أن يكون عددا لمحمود درويش في نفس الوقت الذي يكون فيه عددا عنه، فنقرأ في باب " نصوص درويش " مجموعة من نصوصه الشعرية والنثرية التي تكشف عن بعض ملامح ثراء انتاجه الإبداعي

وخصصت المجلة بابا لمراثي الشاعر التي تغطي كل الساحة الثقافية العربية من البحرين وحتى المغرب.

كما خصصت المجلة قسما للمقالات الوداعية فلم يقتصر التعبير عن فداحة الفقدان ووجع الغياب على الشعر وحده، وإنما قام النثر بنصيب وافر من هذا التعبير، وانطلق كل من عرف الشاعر الكبير من أصدقائه ومحبيه إلى من لم يعرفوه إلا من خلال شعره وحده، ومن المثقفين إلى السياسيين والصحفيين ليعبر كل بطريقته عن أثر هذا الشاعر الكبير على العقل والوجدان العربيين. ومن الذين شاركوا في هذا الباب: سعدي يوسف ،برايتن برايتنباخ، عبد الباري عطوان، جمال الغيطاني، علي خشان، المتوكل طه ، محمد برادة، فواز طرابلسي، عبدالمنعم رمضان، محمد بنّيس، الياس خوري، إيمان مرسال، أحمد ابراهيم الفقيه، الطاهر بن جلون، أحمد الخميسي، محمد الأشعري، علي الشرقاوي،

وفي باب علامات قدمت أثير محمد علي " في ألق البدايات: شاعر شاب من الأرض المحتلة " موادا مختارة تعود لعام 1968، ولفترات كان فيها الشاعر الشاب محمود درويش معتقلاً في سجون الاحتلال. وتكشف هذه المواد عن ردود الأفعال على انبثاق موهبته العارمة. كما تقدم زهرة زيراوي في هذا الباب وثيقة تنشر لاول مرة لمنح محمود درويش الدكتوراة الفخرية من جامعة لوفان البليجيكية عام 1998 ، بالإضافة إلى مقالة رجاء النقاش " مطلوب محاولة عالمية لإنقاذ هذا الشاعر" .

ولا يقتصر حضور محمود درويش المباشر في هذا العدد على نصوصه الشعرية والنثرية، ونقرأ في باب مواجهات مجموعة من المواجهات واللقاءات النقدية معه،أجراها معه كل من: محمد دكروب وفيصل درّاج وسامر أبوهواش وحسن نجمي وسيد محمود وصحيفة الاتحاد.

وتقدم المجلة في باب " في قلب العالم " بعض أصداء رحيل الشاعر في اللغتين الانجليزية والفرنسية. بالاضافة الى رسائل وتقارير تكشف صدى رحيل الشعر في البلاد العربية

ولقراءة هذه المواد لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: www.al-kalimah.com

صدور العدد 77 من مجلة الكاتب العربي



صدر العدد الجديد رقم 77 من مجلة "الكاتب العربي" التي يصدرها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ويرأس تحريرها محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد.. وقد خصص مقاله الافتتاحي بعنوان "جسده إلى الفناء.. شعره إلى الخلود الأبدي" عن الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش.

يضم العدد دراسات لكل من: د.أحمدعلي محمد من سورية، ود.محمد علي كندي من ليبيا، ود.فايز عارف القرعان من الأردن. وقصائد وقصص لشعراء وكتاب من مختلف الدول العربية.. كما يضم ملفاً خاصاً عن الشاعر الراحل محمود درويش، وملف العدد عن الشعر والقصة في اليمن، قدمه الدكتور عبد العزيز المقالح، وقدم دراسة عنه الدكتور محمد عبد المطلب.

لتحميل المجلة: اضغط هنا